تمر علينا في هذه الأيام الذكرى ال72 لمن نحتسبه عند الله شهيدا القيادي الفلسطيني عبدالقادر الحسيني الذي إنتقل إلى جوار ربه وهو يحارب في معركة القسطل دفاعا عن القدس . 

ولد في إسطنبول وتعلم مراحله الأولى في القدس ثم في الجامعة الأمريكية في القاهرة ، ليعود بعدها إلى القدس وليعمل كمأمور في دائرة تسوية الأراضي في فلسطين وذلك عام 1933.

وبعد فترة من العمل الصحفي ، إنصرف إلى العمل الوطني وإعلان الإضراب عام 1936 وصولا إلى العمل المسلح وشارك في تشكيل "منظمة الجهاد المقدس" في منطقة القدس .
وقع بعد ذلك في الأسر بيد البريطانيين واستطاع الإفلات من الأسر والتوجه إلى دمشق للمعالجة من جروح أصيب فيها ، ثم انتقل إلى بغداد قبل بداية الحرب العالمية الثانية للإلتحاق بدورة خاصة لضباط الإحتياط وذلك بالرغم من خبرته العسكرية الواسعة، ثم شارك في ثورة الضباط العراقيين بزعامة رئيس الوزراء العراقي رشيد عالي الكيلاني.



تم إعتقاله بعد فشل الثورة وتم نفيه إلى بلدة زاخو على الحدود التركية ، ثم سّجِن حتى أفرجت عنه الحكومة العراقية ولينتقل بعدها إلىضيافة السعودية لمدة سنتين ومنها إلى ألمانيا لمدة ستة أسابيع قضاها في دورة عسكرية حول تصنيع المتفجرات.

عاد بعد ذلك إلى القاهرة ومنها إلى فلسطين وقام بإعادة تشكيل قوات "الجهاد المقدّس" وتولى قيادتها بعد أن تم إختياره.

توجه بعد ذلك إلى دمشق من اجل الحصول على أسلحة ودعم عسكري ولم ينجح في ذلك ، وسرعان ما عاد إلى فلسطين بعد وصول الأخبار عن الهجوم الصهيوني على القدس واحتلال القسطل ، حيث قاد هجوما يائسا لإسترداد القسطل ، إلا أنه استشهد خلال ذلك في 8 نيسان 1948.
بكته فلسطين وكل الأحرار في العالم العربي والإسلامي ، وشاركت في جنازته جموع غفيرة ، وتم دفنه في جوار الحرم الشريف في القدس إلى جانب والده موسى كاظم.
رحمه الله وأدخله فسيح جنانه