نعم سقطت بغداد وسقطت الأمة من بعدها ، فبعد سبعة عشر عاما من سقوط عاصمة العز والكرامة للأمة ، لا زالت بغداد ولا زال العراق يئن تحت حكم الإستعمار الأمريكي ،الأوروبي ، الصفوي الإيراني.  

فبعد الخيانة التي ابداها بعض القادة العسكريين الذين تم شراؤهم بثمن بخس دراهم معدودة ، وبعد إستبسال الحرس الجمهوري والمتطوعة العرب وعلى رأسهم القائد الرمز المجاهد صدام حسين في معركة المطار التي إستخدمت فيها أمريكا أسلحة محرمة وممنوعة عالمياًّ ، وأمام هذا الزخم غير المتكافئ وبعد إنكسار بعض قطاعات الجيش العراقي البطل بفعل الخيانة على مستوى القادة . 

أضطر القائد البطل صدام حسين رحمه الله الى الإنسحاب ،ومن معه من الأبطال إلى داخل بغداد وأطرافها من اجل التصدي للقوات الغازية عبر المقاومة السرية ، وفي الصفحة المقابلة تقدمت القوات الأمريكية يوم التاسع من أبريل 2003 نحو "مدينة صدام"، الضاحية الشيعية الرئيسية في شمال شرق العاصمة، وتقدمت الدبابات والمركبات نحو وسط بغداد في ساحة الفردوس أمام فندق فلسطين ، مهاجمة تمثال ضخم للرئيس العراقي صدام حسين وقلعه من قاعدته وكأن مشكلتهم الأولى والأخيرة هي صدام حسين الذي وقف لهم بالمرصاد طوال عشرات السنين واهانهم في أكثر من موقعة ومكان.

لقد شكل سقوط بغداد ثم أسر الرئيس البطل صدام حسين ، بداية لإنهيار النظام العربي ووحدته وتماسكه ، أمام الثوابت الوطنية والدينية والقومية المتمثلة في الصمود أمام اطماع الغرب والصهاينة والفرس الإيرانيين ،وتحطيم الهالة التي كان يشكلها وجود زعيم مسلم وعروبي إسمه صدام حسين المجيد في أعين الطامعين في الداخل والخارج.

لقد دخل العلوج إلى بغداد يحملون إنتقامهم من عاصمة الخلافة العباسية التي أرعبتهم وقضت على كبريائهم لأكثر من خمسمائة عام .

سقوط بغداد يعني سقوط جيشها الدرع الحصين الذي دافع عن حياض الأمة ، وبالتالي سقوطها أسيرة بيد الغرب والصهيونية والماسونية العالمية ، كيف لا وقد إعتبر الغرب سقوطها هو سقوط لبابل التي دمرت مملكة يهوذا عام 587 قبل الميلاد وأسرت شعبها الذي كما قال النبي دانيال كان قد عصى الله وأكثر الفساد في تلك البقعة التي كانوا يعيشون فيها.

سقوط بغداد هو الثأر المنشود من عاصمة وقفت أسوارها منيعة طالما كان الشرفاء يدافعون عنها ، وهزيلة في ظل الخونة وسماسرة الدم .

سقوط بغداد يعني خلع العراق من وسطه العربي السني في الشام والجزيرة ومصر ، وإلحاق العراق بدولة كسرى في إيران كتعويض عما فعله سعد والقعقاع منذ الف وأربعمائة عام عندما هزمت جيوش المسلمين الإمبراطورية الفارسية وانهت وجودهم في معركة القادسية وما تبعها من معارك ، حتى قاسية صدام في ثمانينات القرن الماضي عندما أطاح جيش العراق البطل بقيادة القائد الرمز صدام حسين بالفرس الصفويين وقيادتهم المتمسكة بأبي لؤلؤة قاتل امير المؤمنين عمر بن الخطاب.

مهما كان فما حدث أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي جاء صحيح مسلم باب الفتن في آخر الزمان .
ولكن البشرى قادمة والنصر قريب ، بعون الله
الله اكبر... الله اكبر ... الله اكبر
وليخسأ الخاسئون
لا غالب إلا الله.