
هذا العنوان من مقولة تلمودية بابليّة قديمة ، فما يحدث في المنطقة اليوم تجاوز مرحلة التهديد بحدوث إنفجار ما على جبهة من الجبهات ، الى ترقب اللحظات والثواني التي سينفجر فيها الوضع.
فسجن غزّة الصّامدة أبوابه على وشك أن تنكسر لا بفعل المقاومة التنظيميّة المسلّحة والتي أخذت تتكيّف مع الطروحات السياسيّة وتتناغم مع الحلول الوقتيّة ، وإنّما بفعل الشّعب المقهور بالداخل والذي تحمّل أكثر مَمّا يُحتمل وأخذت أوراق صبره تتساقط بفعل الجوع وقِلّة العمل وانسداد الأُفُق .
فلاهُم محاربون يفتحون نيرانهم التي يملكون حتى آخر رمق وحتى يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .
ولا هُم مُفاوضون ناجحون يستطيعون تحقيق أبسط قواعد العيش الإنساني الذي يرتقي عن مستوى الدواب .
وهاهم بقومون فرادى وجماعات بإختراق حدود سجن الباستيل بإتجاه الوطن السليب ، علّهم أن يظفروا بإحدى الحُسنَيَيْن (الموت وكأنّهم يقولون بلسان حالهم ألا من موتٍ يُباع فنشتريه ، أو السِّجن لأعوام يأمنون من خلاله الجوع بما توفره سلطات السّجن من وجبات طعام على مدار اليوم).
هذا الواقع يحمِلُ نُذُرَه ، أيضا في شمال فلسطين حيث حزب الله وكتائب إيران المتواجدة في سوريا ، ذلك أنّ حالة الإلتحام العسكري الذي تمارسه إسرائيل من الجو عبر الضربات العسكريّة اليوميّة للقوات الإيرانيّة المتواجدة في الشام والجولان والعراق ، وصولا الى حالة التربُّص القريب بين حزب الله والقوات الإسرائيليّة ، يُنذربتطوُّر الحالة الى التحام عسكري على الأرض تتشكّل شَدّة حالته وفقا للحالة والمزاج الدولي المتبادل بين أقطاب القوّة في العالم ، وإن كان هناك إتفاق على عدم المساس بأمن إسرائيل.
الصيف الملتهب الذي حذّرت منه أجهزة الإستخبارات الإسرائيليّة والدوليّة ، كان في الحقيقة يُبرّد بكُل ما أوتِيَت الأطراف من قوّة حتى هذه اللحظة التي إقتربنا فيه من خريف متقلّب كما هي الحالة السياسيّة التي تحكمها عقليّة الإنتخابات في إسرائيل ومدى قناعة النتن ياهو من أنه ناجح إنتخابيّاً ، أم أنّه ضمن خيار شمشون عليّ وعلى أعدائي.
حالة البلطجة السياسيّة والعسكريّة التي تمارسها إسرائيل في المنطقة ، وقدرتها على فرض أجندتها السياسيّة والعسكريّة ، تدعمها حالة العاطفة والعشق اللاّ متناهي من قِبَل الإدارة الأمريكيّة المحكومة بالفكر الترامبي الذي يؤمن بأنّ إسرائيل هي أوّلاً وأخراً في السياسة الأمريكيّة .
السؤال
هل نحن على أبواب حرب؟
نعم نحن كذلك وإن كانت ستكون بدايَتها ضمن خطط محدودة من أجل تحريك واقع سياسيٍّ محدّد ، سرعان ما سيتوصّل المُخطّطون في عتمة الليل أن أجنداتهم صعبٌ تنفيذها حتى مع أضعف حلقاتها في غزّة العِزّة ، الأمر الذي سيقود الى فرض الأمر بقوّة السلاح من خلال حرب شاملة في الشمال والجنوب على حدٍّ سواء ، ستُحدِثُ دمارا هائلاً ولكنّهم في آخر الأمر سيجدون أنفسهم قد خسروا حتى أبسط ما توصلوا اليه مع عملائهم في المنطقة ، بل وسيجدون أنفسهم في مرحلة الدفاع عِوَضا عن الهجوم ، وهم عند ذلك قاب قوسين أو أدنى من خسارة كل شيء .
فاستبشروا خيرا
لا غالب الا الله.
14/10/2019 14:22 944