من شاكر فريد حسن :
من خلال متابعاتي لما ينشر على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الشبكة العنكبوتية، لفتت نظري واستوقفتني نصوص ابنة الفريديس، الصديقة الشاعرة الواعدة، ترانيم فخرية مصري، التي يسكنها الشعر والوطن، وتهوى الأرض، وتعشق الكلمة والحروف حد الثمالة.

نصوص فخرية هي خواطر وترانيم وجدانية كاسمها، صادقة، شفافة، عفوية، بسيطة، واضحة المعاني، لا تصنّع ولا تكلّف فيها، بدون رموز وأحاجي، بعيدة عن الغموض والفذلكات اللغوية، تمس القلب وتعانق الروح، وتتجلى فيها الكثير من المواقف والرؤى من الواقع والحياة، وما بجري ويسود المجتمع من ظواهر سلبية مدمرة.

وكما تقول في هذه القصيدة، فترانيمها من وحي أفكارها، فيها سحر وعبق، وبعض أسرارها:
ترانيمآ
من وحي افكاري
ترانيمآ فيها سحرآ
فيها عبقآ
وفيها بعض
 من اسراري
اقطفها وردآ
 واجمعها في باقات
فازين بها ليلي
 يومي ونهاري
اختار لها الوانآ
من خيوط الشمس
وانسجها
 فاصنع منها
وشاحي وخماري
ترانيمي هي طلائآ
الون بها جدران
 ساحاتي وداري
ترانيمي هي منديل
امسح بها دموع
 اخآ صديقآ او جاري
هي عطرآ
اتزين به
قد استأصلته
 من الطبيعة
وازهار البراري
ترانيمي
 هي همسة أمل
لكل من عانا
 وعرف معنى
الاهانة
والذل والحرماني
 هي صلاة
 لكل يتيمآ
ليرعاه
ويحفظه الرب الباري

ترانيم فخرية مرشدة مؤهلة في التعليم الخاص- تخصص مشاكل توحد، ومرشدة فنون للأطفال، وقريبًا موجهة مجموعات في التراث. وهي انسانة واثقة بنفسها، تحب الحياة، رغم صعوباتها، تكتب الشعر والخاطرة والقصة، وتسير بخطى ثابتة، لم يصدر لها حتى الآن اي ديوان شعر، رغم عشرات القصائد لديها.

بدأت رحلتها مع الكلمة المعبرة في سن مبكرة عن طريق محاولات كتابية وكلمات مبعثرة على دفتر يومياتها، ولم تدرك يومها أن ما تكتبه شعرًا، وبعد ان اكتشفت موهبتها راحت تنميها وتصقلها بالتجربة والممارسة والاغتراف من بحور الشعر وينابيع المعرفة والثقافات الانسانية.
ثم أخذت تنشر كتاباتها وتجاربها ونصوصها الشعرية/ النثرية، في عدة مواقع الكترونية محلية وعربية، وعلى صفحتها في الفيسبوك، وشاركت في أمسيات شعرية ولقاءات أدبية مختلفة.

تتصف توانيم فخرية برهافة الاحساس، وتمتلك موهبة شعرية جيدة، ومقدرة في اختيار المفردات تنم عن معرفة وثقافة أدبية ودراية، وتحرص دومًا أن تكون كتابتها هادفة غير عبثية، نابعة عن تجربة خاصة، وعن تجارب لأشخاص من حولها.

عناوينها تحمل ذائقة شعرية على مستوى المضمون ومرونة الشكل والصورة الشعرية، والاهتمام بالنوازع الانسانية.وتحمل نصوصها في ثنياتها جماليات مختلفة، فهناك الورود الجميلة، والرومانسية الشفافة، والحب العفيف، والعشق الوطني، والمرارة والحزن، والبوح والكتمان، والحياة والموت. وبالمجمل العام تكتب بحبر وردي، واحساس انثوي، تنداح منه روح متفائلة، فمهما كانت الحياة مظلمة فهناك ضوء في نهاية النفق.

ترانيم فخرية ترسم ألوان متعددة من الكلمات المعبرة عن يوميات الحياة، وكل ما يختلج شعور المراة تجاه الآخر، وبالأخص الانسان، الوطن، الأرض، الطبيعة، الموج، البحر، الأطفال، الأم، فلسطين، كارهاصات نصية.

فهي تصور هموم الوطن والمجتمع والانسان الفلسطيني، وقضايا المجتمع، ومشاعر الأنثى، وتجارب شخصية منها العاطفية، وبعض الحالات النفسية والشعورية التي تمر بها وتصادفها في حياتها اليومية.