في يوم 29 نوفمبر من العام 1947 , تم إتخاذ القرار بشأن التثبيت الأممي المغلف بالقانون الدولي حول الإقرار بقانونية سرقة فلسطين ، وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.


فمنذ أن دخلت القوات البريطانية بقيادة اللنبي الى فلسطين في شهر 11/1917، وإعلانه المشهور الذي يقول فيه اليوم إنتهت الحروب الصليبية ، في إشارة الى الحروب الصليبية التي أمرت بها الكنيسة الغربية والتي إحتلت من خلال مجاميع اللصوص الأرض المقدسة ودرتها القدس الشريف ، عمدت بريطانيا من خلال ما تم التعارف عليه بصك الإنتداب ، على تهيئة فلسطين من أجل إقامة دولة للصهاينة واليهود فيها ، وبما يتضمنه هذا الصك من توثيق لوعد بلفور المشؤوم والتأكيد على الالتزام نصّاً وروحا وواقعا على تنفيذ،ما جاء في هذا الوعد.

لقد اتفق بعد ذلك الحرامية و وكلاءهم من القيادات الماسونية العربية الذين تم تعيينهم كقيِّمين على ادارة البطاح العربية في مؤتمر القاهرة عام 1921 ، على تهيئة الساحة في الأقاليم العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص ، من أجل القبول بدولة يهودية على التراب العربي الفلسطيني . 

 لذلك تم التآمر على ثورة البراق عام 1929 ، والثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، وإنهاء الثائرين بين مقتول في ساحة المعركة أو تم إعدامه او مجروح و منفي و مسجون.

لقد جاء قرار التقسيم 181، ليضع العربة على خط سير قيام الدولة اليهودية والتي إبتدأت من نسبة 51.6% من ارض فلسطين المتعارف عليها حسب خريطة 1865.

قرار التقسيم الذي حضره مجموعة من لصوص العالم الذين تقاسموا الأدوار بينهم ، وذلك بين مؤيد ومعارض وممتنع ، ولكي يخرج القرار من مافيات الإستعمار ، هذا القرار كان توطئة لمشروع إقامة إسرائيل الكبرى الممتد من الفرات الى النيل والذي إستغرق تنفيذه حتى اليوم 73 سنة ، وهي مدة قضت على وحدة القرار العربي والإسلامي ، وتدمير كل وحدة اسلامية وعربية ، إلا بالمقدار الذي تستوجبه وحدة عربية تصنع اسرائيل الكبرى.

وهذا بالطبع صنع علاقات عربية يهودية منذ اتفاق فيصل وايزمن في لندن عام 1919، واستمرت بقيام إمارة شرق الأردن والعلاقات الدافئة مع جولدا مئير التي أصبحت فيما بعد رئيسة وزراء إسرائيل ، والتي تم إبداء حسن النوايا لها برغبة الضم للجزء العربي من قرار التقسيم في فلسطين الى الأردن ، الذي يرغب بعلاقات قوية ودافئة مع الجانب الآخر والذي يمثل الجزء الآخر من فلسطين ( الدولة اليهودية).

وقامت الجيوش العربيةبالتقدم نحو فلسطين وذلك في حرب من أجل تحرير فلسطين،وضمن أدوار متفق عليها مع قادة الدول العربية والذين كانوا قد جعلوا على قيادة جيوشهم ضباط إنجليز ، كانوا من ضمن من ساهم على تسليح العصابات اليهودية والتي شكلت فيما بعد ما عرف بجيش الهاجانة ومن ثم الجيش الإسرائيلي .

وبعد الحاق الهزيمة بالعرب من مشرقهم الى مغربهم والإستيلاء على الجزء الأول من فلسطين ، إستمر الأمر في تمويت قرار التقسيم الذي رفضه العرب آنذاك ، حتى الجولة الثانية في حزيران عام1967، التي استولت فيها اسرائيل على ما تبقى من خارطة فلسطين لعام 1900 وهي الخارطة التي تم تنقيحها في بريطانيا واقتطاع شرقي نهر الأردن من أجل قيام دولة عربية أصبحت فيما بعد آمارة هاشمية .

وفي هذه الحرب تم القضاء تماما على قرار التقسيم بدخول الجيش الإسرائيلي الأراضي العربية وإحتلالها في مصر وسوريا والأردن.

وتقدم بعد ذلك الحلم الماسوني الصهيوني نحو اسرائيل الكبرى ، ووصلت الدبابات الإسرائيلية الى مشارف بيروت ودخلتها ، وبعد ذلك التنسيق الكامل بين قادة عرب وإسرائليين بمباركة دول عظمى كبريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها من أجل إنهاء القضية الفلسطينية والتي شارك فيها قادة فلسطينيون ، أوصلتهم الى أوسلو (غزة وأريحا اولا وآخرا) ، ثم وادي عربة الإتفاق بين الأردن وإسرائيل وهي اتفاقيات اتت مكملة لإتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1977.

قرار التقسيم اسقط الأقنعة وكشف المتآمرين من الثوار والمناضلين و المتصوفين و الممانعين وآل البيت.

وها نحن نعيش الفترة ما قبل الأخيرة من بركات قرار التقسيم ، بما يحدث من إتفاقيات إستسلام و تطبيع بين الخليج والسودان وإسرائيل.

لقد كان قرار التقسيم هو القنبلة الذي فجرتها كل من أمريكا وبريطانيا داخل اروقة الامم المتحدة على إنهاء دور المسلمين القيادي الذي إستمر عشرات القرون وتحت ظل الخلافة التي أسقطوها عبر أتاتورك في تركيا.

 وبالرغم من ذلك الإنحدار، فنحن في المرحلة التي أخبر عنها الرسول وهي مرحلة إنتهاء الحكم الجبري ، وعلى أبواب الخلافة الجديدة .

 ما جرى كان لا بد أن يجري بقدر الله حتى يتم العلو الكبير للصهاينة ، ثم يأتي أمر الله.

فا ستبشروا خيرا 
لا غالب إلا الله.