أصبحت رغبة مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في الحصول على أكبر عدد من الـ”Like”، هدفاً رئيساً لغالبيّتهم، حيث يبدي كثيرون استياءً بالغاً عندما لا يحصلون على أكبر عدد متوقّع من الإعجابات على مشاركاتهم.يزور المستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي لدوافع وأسباب عدّة، أبرزُها البقاءُ على إتصالٍ مع الأصدقاء والزملاء، لمشاهدة المشاركات المسليّة والممتعة. لكن في المقابل أصبحت مواقع التواصل أيضاً وسيلة لإثبات الوجود من خلال عدد المتبعين والإعجابات والتعليقات التي تحدد مدى شهرة أو تأثير المستخدم.

معركة الإعجابات
على رغم رغبة الناس بالشعور بالرضا والسرور عبر تفاعلهم مع الآخرين من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، إلّا أنه غالباً ما يتولّد لديهم شعورٌ مرير عندما يتفوّق عليهم أصدقاؤهم من حيث عدد الإعجابات التي يتلقّونها على مشاركاتهم. فمستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في غالبيتهم يركضون وراء إستقطاب إعجابِ وإهتمامِ الآخرين، من أجل التفاخر أمام الأصدقاء، وذلك يتحدّد بمقياس عدد الإعجابات التي يحصلون عليها.
وإذا لم يحصلوا على عدد الإعجابات التي يطمحون إليها، يتولّد لديهم شعورٌ بالإستياء، إذ يظنّون أنهم في حال حصولهم على عدد قليل من الإعجابات، هذا يعني أنهم لا يحظون بمستوى واسع من الشعبية والقبول.

تحريفُ الحقيقة
يلجأ العديد من مستخدمي مواقع التواصل إلى تحريف الحقيقة على شبكات التواصل الإجتماعي لجذب المزيد من الإعجابات بمشاركاتهم، وذلك في إطار السعي إلى تلقّي أكبر قدر ممكن من الإعجابات “اللايك” حتى لو إضطروا إلى التفريط بالخصوصية. في السياق عينه، ومن أجل لفت الإنتباه، يتظاهر العديد من المستخدمين بأنهم موجودون في مكان ما أو يفعلون شيئاً ما قد لا يكون صحيحاً تماماً، ولا يعكس واقعَ حياتهم الحقيقي.
شراءُ الإعجابات
حرصاً منهم على نيل أكبر عدد من الإعجابات، يلجأ بعض مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي الى تصرّفات تتجاوز المنطق، مثل التلاعب بالحقيقة من خلال شراء اللايكات. وفي هذا الإطار هنالك العديد من الشركات المتخصّصة التي تتقاضى المال، من أجل رفع عدد الإعجابات والتعليقات ورفع حركة المرور على موقع إلكتروني أو على صفحة في مواقع التواصل الإجتماعي.
ومن الصعب جداً إكتشاف حركة المرور المزوَّرة هذه أو الإعجابات الوهمية لأنّ تصرّف المعجبين الوهميّين يبدو مماثلاً تماماً لتصرّف المعجبين الفعليّين. لكن في النهاية هذه طريقة مخادِعة، لأنها تضيف إعجاباتٍ لأشخاصٍ وهميّين لا يكترثون لأمر المستخدم، وهم مجرد أصنام رقميّة لا تتفاعل أبداً على أيّ منشور يطرحه المستخدم على صفحته.

موضةٌ أم خللٌ نفسي
إنّ الحصول على أكبر عدد من المتابعين والإعجابات من الظواهر المهمة التي اجتاحت عالم التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة وباتت تشكّل هوساً لدى الكثيرين من جميع الأعمار.
لكنّ توصيفَ هذه الظاهرة يحيّر كثيرين، ففي الوقت الذي وصفها الأطباءُ النفسيّون بأنها تكشف عن خللٍ نفسيٍّ مرتبطٍ بالثقة بالنفس، وجدها آخرون مجرّدَ موضة فرضها التطوّرُ التكنولوجي.