في ظل الفقاعات الأخيرة التي أطلقها بنيامين نتانياهو حول مساهمة ودور مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني في قضايا " المحرقة " و " الحل النهائي " والتي أقل ما يقال فيها إنها لا تعتمد الدقة التاريخية ولا تستند على أية بينة تاريخية راسخة ، يجدر بي - كمؤرخ كتب الكثير عن سيرة الحاج أمين وعن مسيرة الحركة الفلسطينية في تلك الفترة - أن أنوه للنقاط التالية : 



1. قام الحاج أمين الحسيني اثناء الحرب العالمية الثانية بزيارة برلين وروما وألتقى بسياسيين بارزين فيهما ( من ضمن ذلك هتلر وموسوليني ) مراهنا على انتصار دول المحور في تلك الحرب ( وقد ثبت فيما بعد مدى بطلان ذلك الرهان وعدم عودته بالفائدة على الفلسطينيين وعلى العرب بشكل عام ) .
2. كان تأييد المفتي لدول المحور من منطلق " عدو عدوي صديقي " وليس من منطلق محبة وتبن للفكر النازي والفاشي العرقي العنصري .

وقد كتب في ذلك الكاتب الفلسطيني نجاتي صدقي - وفي عز الانتصارات النازية في فترة المد النازي - كتابا بين فيه رفض الفلسطينييين والعرب والمسلمين لمثل هذا الفكر مبينا خطورته على البشرية جمعاء. كما وتعرض لذلك المفتي تفسه في كتابه " حقائق عن قضية فلسطين " . 

3. لم يكن للحاج أمين أي تأثير بارز للعيان على تصميم وصياغة السياسة النازية علما بأن قضية " الحل النهائي " قد تم تبنيها والعمل بها قبل قدوم الحاج أمين لبرلين بمدة طويلة . 

4. لقد طلبت ألمانيا مساعدة الحاج أمين في قضيتين اثنتين لا ثالثة لهما : 1. قضية تجنيد شبان من مسلمي البلقان للمجهود الحربي الألماني . 2. قضية تأييد حركة مؤيدة للألمان في العراق ( حركة رشيد عالي الكيلاني ) وقد حققت القضيتان فشلا ذريعا يضيق المجال هنا عن تفصيل أسبابه ولكنه يشير لاستهتار ألالمان الكبير بالقضيتين وبمن عمل فيهما . 

5. قضية نقل يهود ألمانيا إلى فلسطين الانتدابية وتعويضهم على أملاكهم ، كانت قد بدأت في العام 1933 وذلك عملا باتفاقية تم توقيعها بين الحكومة الألمانية والوكالة اليهودية في الخامس والعشرين  من آب 1933 ، سميت اتفاقية النقل -ترانسفير - " הסכם ההעברה " او " اتفاقية سيم " وذلك على اسم سيم كوهين وهو من زعامات يهود ألمانيا في حينه .